إننا نرى الأشياء بالأشعة الضوئية أي بالفوتونات الكهرمغنطيسية المحددة ضمن الحيز البصري من الطيف المغناطيسي , هناك أشياء كثيرة تحدث في الكون ولا نستطيع رؤيتها لأنها لا تطلق فوتونات ضوئية. تختلف الفوتونات الكهرمغناطيسية عن بعضها بقيم تواتراتها, لم تطور الحياة عيوناً حساسة لأشعة غاما ولا للأشعة السينية لأن عدد الفوتونا ت المنطلقة من الشمس في هذين المجالين أقل من عدد الفوتونات الضوئية, إضافة إلى أن فوتونات المجالين المذكورين تمتص في أعالي الغلاف الجوي أثناء تدمير الجزيئات هناك, يصعب تجميع فوتونات المجالين المشار إليهما في بؤرة كما هو شأن الفوتونات الضوئية, تبدو فوتونات أشعة غاما وفوتونات الأشعة السينية منطلقة في خطوط مستقيمة على الدوام, إذا كان لا بد من تجميع هذه الفوتونات فلا تتم العملية إلاَ بشكل تدريجي, يفهم من كل ذلك سبب عدم تطور عين لأشعة غاما أو للأشعة السينية, تبدو الشمس متجانسة وكروية في الأشعة الضوئية بينما تظهر غير متجانسة وحتى غير كروية بالأشعة السينية.
إذا انتقلنا إلى الحيز الميكروي والراديوي من الطيف المغناطيسي, نجد أن إطلاق الشمس ضعيف جداً فيهما, هكذا يتوجب أن يكون قطر العين الراديوية أكبر من مئة متر حتى تتحقق الرؤية بالأشعة الراديوية, إذا كان قطر العين الراديوية صغيراً فلا بد من التحديق لمدة طويلة في أي شيء كي تتجمع كمية من الطاقة الراديوية تكفي لإظهاره, إنه أمر غير عملي على الإطلاق, اكتشف الفلكيون أجساماً كونية كثير بواسطة ما تطلقه من أشعة راديوية بينما لا تصدر هذه الأجسام أية أشعة ضوئية, بكلمات أخرى تستحيل رؤية الأجسام المذكورة بالعين الضوئية, غالباً ما تطلق الأجسام الفوتونات تحت الضوئيية بعد تخزينها بعكس الفوتونات الضوئية.
تصدر الأجسام في الظلمة فوتونات تحت حمراء لذلك تكون العيون تحت الحمراء مفيدة جداً في هذه الحالة, تبدو الكائنات ذوات الدم الحار مشعة جداً في نطاق الأشعة تحت الحمراء بينما لا ترى الكائنات ذوات الدم البارد على الإطلاق في نفس النطاق, تصنف الأفعى في قائمة الكائنات ذوات الدم البارد لكنها مزودة بأعين لرؤية الأشعة تحت الحمراء , لذا تصطاد بسهولة فرائسها من ذوات الدم الحار, لا تستطيع الكائنات ذوات الدم الحار أن تطور أعيناً للأشعة تحت الحمراء لأنها تتلقى من حرارة المحيط نفس ما تصدره, تتميز العين تحت الحمراء بأنها أكبر قليلاً من العين الضوئية. نظراً لأن ما نطلقه من الحرارة يعتمد على وضعنا النفسي وعلى ما نفكر فيه, تستطيع العين تحت الحمراء الكشف عن حقيقتنا الداخلية, في حالة الخوف ينسحب الدم من الجلد ويختفي الكائن حرارياً. كانت الأعين في البدء حرارية وكانت الكائنات تختفي عن بعضها لهذا السبب نذكر أخيراً أن أحداثاً كونية كثيرة لا ترى إلاَ في الأشعة تحت الحمراء كاصطدام المذنبات والنيازك ببعضها.
المهندس فايز فوق العادة
منقول للفائدة