ذوات الدم الحر والدم البارد Cold-blooded
animals
وهي الحيوانات التي تتحكم درجة حرارة البيئة المحيطة
بدرجة حرارة أجسامها. ويفضل بعض علماء البيولوجيا استخدام مصطلح إكتوديرم Ectoderm للإشارة إلى هذه الفئة من الفقاريات. والكلمة بحد ذاتها تشير إلى
النسيج الخارجي للحيوان الذي تتكون فيه أنسجة الأعصاب، والأعضاء الحسية. ويشير
مصطلح ذوات الدم البارد، أو إكتوديرم بالمفهوم
البيولوجي إلى الحيوانات التي تخضع درجة حرارة أجسامها الداخلية لظروف البيئة
المحيطة، لذلك يطلق عليها الحيوانات متغيرات الحرارة Poikilotherms.
تشمل الحيوانات ذوات الدم
البارد الزواحف،
والبرمائيات، والأسماك (الشكل الرقم 6). لذلك فليس لديها القدرة على المحافظة على
درجة حرارة أجسامها دافئة بدرجة ثابتة، وإن كان بعضها لد القدرة على رفع درجة
حرارة جسمه إلى درجة أعلى من درجة حرارة البيئة المحيطة. وينعكس أثر ذلك على
قدرتها على الانتشار على سطح الأرض، كما ينعكس ذلك على تصرفاتها اليومية والفصلية.
فخلافاً لذوات الدم الحار، لا تستطيع ذوات الدم البارد الانتشار والعيش في
المناطق المتجمدة على سطح اليابس ولا في المحيطات، ولا حتى على قمم الجبال
المتجمدة. وتلجأ الكثير منها لتجنب انخفاض درجات الحرارة شتاءً بالبيات الشتوي Hibernate قبل أن تستطيع القيام بأي نشاط يذكر. فمعظمها يلجأ إلى أخذ حمام
شمسي تحت أشعة الشمس مباشرة لرفع درجة حرارة جسمه، خاصة عندما تعتدل أو تنخفض درجة
حرارة الهواء المحيط به. فمن المناظر المألوفة في الصحراء، أن ترى الضب أو الحرباء
على صخرة تحت أشعة الشمس مباشرة خاصة في ساعات الصباح الأولى.
ب. ذوات الدم الحار Worm-blooded animals
وتضم هذه الفئة جميع الفقاريات، عدا الأسماك،
والبرمائيات، والزواحف. ويفضل بعض علماء البيولوجيا أن يستخدموا مصطلح إندوديرم Endoderm للإشارة إليها بدلاً من ذوات الدم
الحار. وسواء استخدم
المصطلح الأكثر شيوعاً، ذوات
الدم الحار أو المصطلح الأكثر دقة
من الناحية العلمية، إندوديرم، فإنه يقصد بهما الحيوانات التي لها القدرة على
الحفاظ على درجة حرارة أجسامها ثابتة من طريق التدفئة الذاتية الداخلية للجسم Internal
heat generation باستخدام الطاقة الغذائية، لذلك يطلق عليها هوميوثيرمز Homotherms.
وتضم هذه الفئة الثدييات والطيور وتستطيع هذه المخلوقات
تحويل جزء من الطاقة التي تستمدها من الغذاء إلى حرارة تدفئ أجسامها من طريق سلسلة
من عمليات تفاعل كيماوي داخلي Metabolic processes. وتحافظ هذه الحيوانات على الطاقة المنتجة بهذه الطريقة وتقلل
الفاقد منها من طريق عزل أجسامها عن البيئة المحيطة بكساء من الشعر، أو الصوف، أو
الريش، الذي يحيط بأجسامها من الخارج، فيحفظ عليها حرارتها. وتحفظ ذوات الدم الحار اللاتي لا تتمتع بفراء
من الصوف أو غطاء من الريش حرارة أجسامها بطبقة عازلة من الشحوم تحيط بأجسامها تحت
الجلد. وبسبب قدرتها على توظيف غذائها لا تحتاج طاقة حرارية تدفئ أجسامها فتبقيها
ثابتة عند درجة الحرارة المناسبة لها للتحرك والقيام بمهامها فإنها تستطيع، خلافاً
لذوات الدم البارد، العيش في البيئات
الشديدة البرودة. وقد مكن ذلك بعض أنواع ذوات الدم
الحار من العيش في
المناطق القطبية المتجمدة، مثل الدببة. كما مكن ذلك بعض أنواع الطيور على التحليق
على ارتفاعات شاهقة تنخفض فيها درجات الحرارة كثيراً.