baraa مدير
عدد الرسائل : 317 الموقع : أينما كانت العزة والكرامة الإسلامية المزاج : أرقص على الشعرة الفاصلة بين العقل والجنون الاوسمة : تاريخ التسجيل : 08/10/2007
| موضوع: الفلسفة البرجماتية الإثنين يناير 04, 2010 2:04 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم؟ وجدت هذا الموضوع الذي هو أحد موضوعات السنة الثانية خاصة لشعبة علوم تجريبية وتسيير وإقتصاد فأحببت أن انقله لكم آمل أن يفيدكم هو عن الفلسفة البرجماتية
ظهرت الفلسفة البراجماتية على يد الفيلسوف الأمريكي تشارلس ساندرس بيرس وعرفت بشكل واسع على يد الفيلسوفين وليم جيمس وجون دوي. ربطت هذه الفلسفة بين الفكر والعمل، ونادت بالقول ان (قيمة أي فكرة تكمن في فائدتها العملية) والجديد في هذا المبدأ هو وضع الفائدة العملية في المقام الأول، ويبدو هذا المبدأ الذي وضعه بيرس كمبدأ رئيس من مبادئ وضوح الفكر ومعناه، نتيجة منطقية لانعدام الحس التاريخي لدى الشعب الأمريكي، الذي يحاول أن يكون صانع مستقبل كحالة تعويضية عن فقدانه الجذر التاريخي، فأمريكا تحاول ان تؤصل حاضرها تجاه الماضي الأصيل للشعوب الأخرى، ولا سبيل أمامها لتحقيق هذا الهدف سوى بناء قاعدة معرفية تنطلق منها، وقد شكلت براجماتية بيرس تلك القاعدة التي استقرأت حقيقة تفكير الإنسان الأمريكي، الذي لا يسأل عن النشأة (الماضي) بقدر ما يسأل عن النتيجة (المستقبل)، وقد أصبحت هذه القاعدة هي الميزة الأساسية التي تميز الفكر الأمريكي من الفكر الأوربي. المشكلة هنا هي أن قاعدة (الآثار والنتائج العملية) هذه لم تعرف لدى الدارسين العرب بصيغتها عند واضعها (تشارلس بيرس)، بل عرفت بالصياغة التي وضعها لها وليم جيمس وجون دوي. ذلك أن جهود الباحثين العرب في محاولتهم لنقل الفكر البراجماتي انصبت على ما كتبه هذان الفيلسوفان، فكان نصيب وليم جيمس وجون دوي من الدراسة والبحث والترجمة- لكونهما مشهورين إعلاميا أو لكونهما تركا كتبا لا تتطلب سوى الترجمة المباشرة أو الاعتماد المباشر عليها- اكبر من نصيب زميلهما (تشارلس بيرس) لذا ترجمت أعمالهما،واعتمدت بشكل يكاد يكون كاملا في توضيح معنى البراجماتية، وقد اصبح القارئ العربي يعرف البراجماتية من خلال ماكتبته هاتان الشخصيتان أو ما كتب عنهما من مؤلفات، اما بيرس الذي لم يترك لنا سوى أوراق غير منشورة ومقالات نشر مجموعة منها في الصحف- فقد ظل مختفيا خلف كلمة (مؤسس) البراجماتية، لكن فكر هذا الفيلسوف وجهده الأساس في بناء المنهج البراجماتي، ظل مجهولا لدى القارئ العربي. لذلك سينصب جهدنا في هذا البحث لتوضيح معنى البراجماتية لغة واصطلاحا، وكيفية النشأة ودور بيرس في وضع الأساس الذي انطلق منه المنهج البراجماتي بالشكل الذي نعرفه، مع توضيح أن البراجماتية لها ما يميزها، بوصفها فلسفة معاصرة من حيث تأكيدها على عدم الأيمان بالأنساق الميتافيزيقية والإيمان بالقانون العلمي، وميلها إلى تحليل المفاهيم والمصطلحات ونقدها للميتافيزيقيا. معنى البراجماتية البراجماتية لغة: تعني البراجماتية لغة:
البراجماتية اصطلاحاً: أما المعنى الاصطلاحي لكلمة البراجماتية فهو وبصورة محددة يطلق على أحد المذاهب الفلسفية التي ظهرت في اميركا على يد تشارلس ساندرس بيرس (1878م) وتطور على يد وليم جيمس وجون دوي. يقرر هذا المذهب ان «العقل لا يبلغ غايته إلا إذا قاد صاحبه إلى العمل الناجح، فالفكرة الصحيحة هي الفكرة الناجحة أي الفكرة التي تحققها التجربة. ولا يقاس صدق القضية إلا بنتائجها العملية»، وهذا يعني ان النتائج أو الثمار المستحصلة هي التي تحدد قيمة أي فكرة، فهي التي تقطع الشك باليقين كما ترى البراجماتية.
سمات المنهج البراجماتي: للمنهج البراجماتي سمات عديدة، يمكن أن نوجزها بما يأتي:
قواعد المنهج البراجماتي: هناك قاعدتان في المنهج البراجماتي وضعهما (بيرس)، من خلالهما نستطيع ان نعرف أو نميز الفكرة الواضحة من الغامضة، الحقيقية من الباطلة، أو التي لها فائدة عملية تكمن في إمكانية التأثير في السلوك مستقبلاً من التي ليس لها ذلك التأثير وبيان انها ليست ذات معنى:
أ- إذا كانت لديك قضيتان، واعتقدت صحتهما معاً فانظر إلى تأثير كل منهما. ان اختلف سلوكك نتيجة اعتقادك بالقضية الأولى عن السلوك الناتج من اعتقادك بالقضية الثانية، اذاً فالقضيتان مختلفتان، وإذا لم يوجد خلاف عملي بينهما بمعنى لم يوجد خلاف في السلوك نتيجة اعتقاد الفرد بكل منهما فتأكد انهما قضية واحدة بصورتين لفظيتين مختلفتين. ب- إذا لم يوجد أي اثر عملي في سلوكك نتيجة اعتقادك بصدق قضية ما يختلف عن سلوكك نتيجة اعتقادك بكذبها فأحسب ان القضية لا معنى لها، بل لا وجود لها إذ ان دلالة الفكرة فيما ينتج عنها من السلوك. وقد أصبحت هاتان القاعدتان اللتان وضعهما (بيرس) وتوسع في تطبيقهما (جيمس) أساساً لكل من يريد ان يتبع المنهج البراجماتي. وقد كان السبب الرئيس للقول بهاتين القاعدتين هو الصراع اللفظي القائم بين بعض المدارس الفلسفية حول قضية معينة تكون فيها إحدى المدارس قد صاغت بطريقة تختلف عن المدرسة الأخرى على الرغم من ان هذه القضية هي قضية واحدة وان الوصول إلى حقيقتها يتم باتخاذ جانب سلوكي واحد، فمثال على المشكلة القائمة بين الواقعيين من جهة والمثاليين من جهة أخرى حول طبائع الأشياء، فهل للشيء الخارجي وجود مستقل عن الذات العارفة أو ان وجوده ليس إلا ما تعرفه الذات عنه؟ يقول الواقعي ان للشيء وجوداً مستقلاً خارج الإنسان سواء عرفه هذا الإنسان أم لم يعرفه، ويقول المثالي ان الشيء موجود في إدراك الإنسان له، ولو لم يكن هناك العقل الذي يدرك الشيء لما كان لهذا الشيء وجود، وطبقاً لما تراه البراجماتية فإن الخلاف يكون في مثل هذه المباحث خلافاً لفظياً ويجب ان نسأل عن نوع السلوك الذي يترتب على قول الواقعي ونوع السلوك الذي يترتب على قول المثالي إزاء شيء معين، فما الذي أجده من النتائج العملية في هذه المنضدة التي أمامي إذ صح قول الواقعيين منها، ثم ما الذي أجده فيها إذا صح قول المثاليين عنها؟ ما هو الاختلاف في التجربة العملية بين الرأيين؟ انه لا خلاف إذاً، فالرأيان على اختلافهما في اللفظ متحدان في المعنى. «فخداع من هذا النوع هو الاعتقاد خطأ بأن فرقاً بسيطاً في التركيب النحوي لعبارتين هو فرق بين الفكرتين اللتين تعبران عنه»، «فإذا لم يكن ثمة فرق عملي يمكن تتبعه فالإبدال إذن يعني من الوجهة العملية نفس الشيء ومن ثم أي نزاع أو خصام بشأن هذه القضايا هو نزاع عقيم تافه معدوم الجدوى» فالمعنى الحقيقي لكل فكرة هو ما تتركه من نتائج عملية وآثارها المحسوسة المستقبلية على السلوك، ويجب ان تكون هذه هي القاعدة الفلسفية الرئيسة التي بها تنتهي النزاعات القائمة.
لما كانت البراجماتية هي البحث عن نتائج وتتبع آثار أية فكرة ومدى صلاحية هذه الفكرة عند الإنسان، أي فائدتها العملية، فكان من الطبيعي إذن ان يكون مجالها هو الحياة وألا يخرج عن إطار الحياة الإنسانية وان تبتعد عن البحث في مجال الميتافيزيقا، ذلك ان الأخيرة تعتمد على أفكار مجردة ليس لها ما يطابقها في دنيا الواقع، فأفكار مثل «العالم واحد أو متعدد، مادي أو روحاني، مسير أم مخير، هذه كلها أفكار قد يكون أو لا يكون فيها خير العالم.. فإذا لم يكن ثمة فرق عملي يمكن تتبعه بالإبدال، اذاً يعني من الوجهة العملية نفس الشيء، ومن ثم فإن أي نزاع أو خصام بشأنها نزاع تافه معدوم الجدوى»، فيرى (بيرس) ان «طرائق الميتافيزيقيين في الاستنباط تصطنع على أساس فروض من عندهم ويصلون به إلى براهين يصفونها بالصواب القطعي الذي لا يتعرض للتعديل على ضوء ما قد تكشف عنه البحوث العلمية» فيما بعد وبذلك تكون الفلسفة البراجماتية ضد الأنساق الميتافيزيقية التي تبدو ركائزها قانون ثابت لا يقبل التغير.
يقول أحد العلماء «الإبداعات التكنولوجية تمر بثلاث مراحل مترابطة على شكل دائرة بحيث تقوي كل مرحلة منها المرحلتين الأخيرتين وهذه المراحل هي وجود الفكرة وامكان تطبيق هذه الفكرة عملياً وانتشار الفكرة والتطبيق»، ولما كانت البراجماتية تدعو إلى الاعتقاد بفكرة وإخضاع هذه الفكرة إلى التجربة وما تقدمه هذه الفكرة من فائدة عملية، فالبراجماتية تكون إذاً دعوة إلى تطبيق علمي للأفكار الفلسفية المطروحة، وقد كان للآراء البراجماتية دور مهم وصلت إليه التكنولوجيا الأمريكية في يومنا هذا يفوق ما كانت عليه في بدء تكوينها عشرات المرات، حيث قطعت أمريكا في مجال التطور العلمي أشواطاً كبيرة وبسرعة فائقة لم يعرف لها التاريخ مثيل في عصرنا الحالي، وقد كان الفلاسفة البراجماتيون اغلبهم ممن يشتغلون في مجال البحث العلمي، فنرى (بيرس) مثلاً كان يشتغل في الفيزياء والكيمياء والرياضيات عالماً محترفاً و(جيمس) يشتغل في مجال علم النفس، ونجد ان (دوي) يتجه إلى العلوم اتجاهاً كاملاً. يؤكد (بيرس) ان «طريقته هي طريقة العلم نفسها» والذي يجعل من فلسفة (بيرس) وغيره من البراجماتيين فلسفة علمية هو انها «إذا ما نسبت إلى الكون حقيقة ما اعتمدت في ذلك على تأييد الوقائع التجريبية» فالفلسفة البراجماتية «هي نمط من انماط الفلسفة العلمية أي انها لا تقبل بأن تكون الفلسفة مبنية على شكل نسق مختوم مقفل لا يقبل الزيادة ولا التعديل، بل تكون كالعلم في كونها سيراً متصلاً جديده بقديمه بحيث لا يكون هناك أمر يقال انه الكلمة الأخيرة».
من المميزات المهمة التي تتميز بها الفلسفة البراجماتية كغيرها من المدارس الفلسفية المعاصرة هو اهتمامها بالجانب التحليلي للأفكار أو الكلمات أو المصطلحات فغاية الفلسفة البراجماتية لا تختلف كثيراً عن الفلسفة التحليلية التي تبلورت على يد فتكنشتاين (1889-1951) من حيث اهتمام الأخيرة بتحليل اللغة وبتحليل المفاهيم واعطاء ترجمة دقيقة وعلمية ومن ثم إعادة صياغة هذه الموضوعات أو المفاهيم ثانية بترجمتها إلى كلام اكثر ترتيباً واكثر سهولة، لذلك سعت البراجماتية إلى «الدقة في توضيح المعاني بمعنى انها تجزئ الواقع وتحلله» فقد حرص (بيرس) اكثر من غيره من البراجماتيين على الوصول إلى أفكار واضحة حتى يتسنى لنا الاستفادة من هذه الأفكار، وحتى يكون لهذه الأفكار معنى وقد تجسد هذه الجانب لدى بيرس في مقالته «كيف نجعل افكارنا واضحة» ونرى ان صاحب كتاب (عصر التحليل) مورتن وايت قد ادرج بيرس وجيمس ودوي ضمن قائمة الفلاسفة التحليليين في كتابه آنف الذكر. 2- البراجماتية لفظ مشتق من اللفظ اليوناني (برغما Pragma) ومعناه العمل، وتأتي منه كلمة (مزاولة).
2- يتصف المنهج البراجماتي بكونه اتجاهاً عملياً عند وجود جملة افتراضية كخطوة أولى هو أن نسعى كخطوة ثانية لتفحص مدى نجاح هذه الفكر وتطبيقها عملياً والبحث عن قيمة هذه الفكرة بما تؤديه من عمل نافع وليس معنى هذا تمجيد العمل لذاته «فالقول اننا نعيش لأجل العمل فحسب بوصفه عملاً بغض النظر عن الفكرة التي ينفذها الفعل يعني القول انه ليس لها مدلول (فحوى) عقلي». 3- اعتماد المنهج البراجماتي على التجربة، ذلك ان التجربة هي الخطوة الحقيقة الموصلة إلى (فلسفة نقية) «فالفرضية يجب ان تكون قابلة للاختبار بواسطة التجربة بقدر ما هي قابلة للعمل»، فالنتيجة تعطينا تمام اليقين فيما إذا كانت هذه الفكرة أو الجملة الافتراضية تؤدي إلى نتائج تعزز ثقتنا بتلك الفكرة أو سلبية فنهملها «فأي فرضية يمكن ان تكون مقبولة... شريطة ان تكون قابلة للتحقيق التجريبي. وفقط بقدر ما تكون قابلة لمثل هذا التحقق وهذا على نحو تقريبي اتجاه البراجماتية» ذلك ان «الفكر ينبغي ان يفهم بصفته ما يشمل كل الحياة العقلية ولذا فإن التجربة ستكون أحد عمليات التفكير» فالفرضية لا تناقش إذا لم تكن خاضعة للتجربة والاختبار. 4- وقد أضاف (جيمس) إلى جانب هذه الصفات السابقة التي قال بها (بيرس) من قبله، بأن البراجماتية تعد نظرية في الصدق أو نظرية في الحقيقة. فقد أصبحت «البراجماتية في الوقت الحاضر تستخدم في معنى أوسع من المشار إليه، على اعتبار انها تعني نظرية للحقيقة»، إذ كان جيمس قد خصص جزءاً من أبحاثه الفلسفية للبحث عن نظرية الصدق والقول بأن الصدق مرادف للمنفعة، ومناداته بالنظرية الواقعية فالصدق بالنسبة لجيمس «علاقة بين شيئين: فكرة وواقع خارج هذه الفكرة ولهذه العلاقة أساس هو الأساس التجريبي الحسي لا المطلق المجرد». «فالحقيقي ليس سوى المطلوب النافع في سبيل تفكيرنا، تماماً مثلما ان الصحيح ليس سوى المطلوب النافع الموافق في سبيل سلوكنا» وتتضح نظرية الصدق البراجماتية عند (جيمس) اكثر مما هي عند (بيرس) الذي تتوضح عنده نظرية المعنى البراجماتية. 1- إذا أبدت إحدى العبارات العامة مقاومة، وإذا لم يقدم الشخص الذي يستخدمها تأكيداً على ان هذه الفكرة أو العبارة ذات فائدة عملية وان هذه الفائدة العملية يمكن لنا ان نتأكد من وجودها إذا اخضعنا العبارة إلى التجربة أو الملاحظة فيجب الحكم على العبارة بأنها خالية من المعنى. 2- إذا كان التعريف أو الترجمة لعبارتين هامتين يؤدي إلى نتيجة واحدة فإن العبارتين تكونان مترادفتين من الوجهة العلمية أو البراجماتية مهما اختلفتا في النواحي الأخرى. «فإذا كانت الأشياء تؤدي الوظيفة نفسها تماماً، فلنعبر عنها إذن بالكلمة نفسها، وإذا كان العكس فلنميز بينها...». ولم يختلف (جيمس) عن (بيرس) بالقول بالقاعدتين السابقتين ولكنه اختلف عنه في الصياغة اللغوية: 4 - مميزات الفلسفة البراجماتية بوصفها فلسفة معاصرة: 1- تعد البراجماتية محاولة تجديد في الفلسفة حاولت حل الصراع القائم بين الفلسفة العقلانية والفلسفة التجريبية والفلسفات الأخرى، حيث تعد البراجماتية محاولة للحفاظ على الفلسفة وتصفية الجو الفلسفي المعاصر من المشاحنات والمجادلات التي تعدها (البراجماتية) مناقشات غير مجدية ولا توصل إلى حقيقة واضحة، فالمدرسة العقلانية مثلاً قالت ان العقل هو المصدر الوحيد للمعرفة واحتارت في البحث عن المطلق والقوانين الثابتة، أما التجريبية فقد قالت بأن الحس هو المصدر الرئيس للمعرفة، وبذلك فالصراع القائم بين هاتين المدرستين وغيرهما من المدارس الفلسفية الأخرى متعلق بالصراع حول ما هو كائن وليس بما سيكون، والحركة التوفيقية التي قامت بها البراجماتية لحل الصراع، هو نقل عملية التفكير إلى ما سيكون، أي البحث عن النتائج والآثار، فالفلسفة البراجماتية هي فلسفة النتائج وهي وسط بين المدرستين «فبوسعها ان تظل دينية كالمذاهب العقلية ولكنها في نفس الوقت مثل المذاهب التجريبية تستطيع ان تحتفظ بأخصب وأغنى صلة وثيقة بالحقائق والوقائع»، وكما كانت البراجماتية محاولة لحل الصراعات بين المدارس الفلسفية، فهي كذلك محاولة للتوفيق بين الجانب الروحي لدى الإنسان أي (الدين) وحب الإنسان لطلب المعرفة «فإذا اثبتت الأفكار اللاهوتية ان لها قيمة في الحياة... فهي نافعة»، فالبراجماتية بهذا المعنى «هي فلسفة تجمع بين الأمرين، الولاء العلمي للحقائق، وبين اليقين القديم في القيم الإنسانية والتلقائية المحصلة سواء أكانت من النوع الديني أم الرومانتيكي» في محاولة منها ان تبتعد بالفكر عن التجريد وان تحدث ارتباطاً وثيقاً بالعالم الواقعي، فالبراجماتية أصبحت بذلك محاولة للتجديد في الفلسفة واصبح موضوعها الواقع والإنسان كباقي الفلسفات المعاصرة التي انتقلت بالبحث من مشكلات الوجود إلى الإنسان وقضاياه وكيفية حل مشاكله. فقد كان جل اهتمام البراجماتية «منصباً على محاولة حل المشكلات التي تحدث في الحياة الإنسانية» وكيفية إيجاد حل لهذه المشكلات التي تنشأ عن تغييرات مستمرة في حياته (الإنسان) «فالمشكلات التي يجب ان تعنى بها أي فلسفة تصلح لوقتنا الحاضر هي تلك المشكلات التي تنشأ عن التغيرات الحاصلة بين ظهرانينا بسرعة كبيرة متزايدة في نطاق جغرافي إنساني يتسع باستمرار يؤثر فينا تأثيراً عميقاً يزداد شدة وتغلغلاً في صميم أحوالنا» فقد أصبحت المعالجة البراجماتية تبدأ من نقد الفلسفة من داخلها واحيائها واظهارها بثوب جديد يليق ومقتضيات الفكر المعاصر الذي يهدف إلى ان لا تكون الفلسفة معزولة عن الإنسان بل ان تقبل «مقولات الحياة بوصفها مقولات اساسية». 2- نقد البراجماتية للميتافيزيقا: 3- البراجماتية فلسفة علمية: 4- البراجماتية فلسفة تحليلية ونظرية في المعنى: 1- الاستشراف العملي و (البراجماتي) يعني العملي. 1- يسعى المنهج البراجماتي لتفسير القضايا بحيث تكون هذه القضايا مطروحة على شكل جمل افتراضية قبل أن يكون بوسعنا اكتشاف معانيها البراجماتية.
| |
|