قصة مضحكة لكنها ُمعبرة
*أولهــــــــا:-
قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية و اسمه ( بشير فبعد انتهاء مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة و كعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا ..
و في بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالا أو سؤالين بدون إجابة و هو أمر معتاد إلا أن الذي أثار استغرابه و أبدى دهشته ورقة إجابة لأحد الطلاب تركها خالية و لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان :
أبشير قل لي ما لعمل واليأس قد غلب الأمل *** قيل امتحان بلاغة فحسبته حان الأجل
وفزعت من صوت المراقب إن تنحنح أو سعل *** وأخذ يجول صفوفنا و يصول صولات البطل
أبشير مهلا يا أخي ما كل مسألة تحل *** فمن البلاغة نافع ومن البلاغة ما قتل
قد كنت أبلد طالب و أنا و ربي لم أزل *** إذا أتتك إجابتي فيها السؤال بدون حل
دعها و صحح غيرها و الصفر ضعه على عجل .
فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة و البديعة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*الثانية:-
في أحد المرات طلب الشيخ من كل واحد من تلاميذه ، أن يحضر معه كيس من البلاستيك النظيف ، ثم طلب منهم ، أن يضعوا ثمرة من البطاطس في الكيس النظيف عن كل ذكرى مؤلمة في حياتهم اليومية لا يرغبون في أن ينسوها، وأن يكتبوا اسم الذكرى وتاريخها على ثمرة البطاطس ....
عملوا بوصية الشيخ وأصبح البعض منهم يحملُ كيساً ثقيلا جدًا لكثرة ما يحمل في داخله من ذكرى مؤلمة.. وبعدد ما يحمل من ذكرى وضع البطاطس في الكيس.
ثم طلب منهم أن يحملوا كيس البلاستيك بما أصبح فيه من ثمرات البطاطس معهم أينما ذهبوا لمدة أسبوع، وأن يضعوه بجوار فراشهم فى الليل ، وبجوارهم في مقعد السيارة عند ركوبها ،وبجوارهم دائماً...
إن عبء حمل هذا الكيس طيلة الوقت أوضح أمامهم، العبء الروحي الذي يحملونه لذكراهم المؤلمة... وكيف أنهم يهتمون بها طول الوقت خشية نسيانها في أماكن قد تسبب لهم الحرج ....
وطبيعي تدهورت حالة البطاطس وأصبح لها رائحة كريهة ، وهذا جعل حملها شيء غير لطيف . فلم يمر وقت طويل حتى كان كل واحد منهم قد قرر أن التخلص من كيس البطاطس أهم من حمله فى كل مكان يذهب إليه.
*هذه قصة رمزية ، تعبر عن الثمن الذي ندفعه بسبب احتفاظنا بما يؤلمنا، وبالأمور السلبية الثقيلة ! . غالباً نحن نعتبر أن النسيان شيء سيء ولكن الحقيقة .. أن النسيان هو لصالحنا نحن.