السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سنمار والنعمان ملك الحيرة
من الأمثلة العربية الشهيرة , والتي مازالت تستعمل حتى اليوم ,
يقولون ( جزاء سنمار ) ,
فهلا سألت يوماً من هو سنمار هذا ؟
وماذا فعل ؟
وما هو هذا الجزاء الذي صار مضرباً للمثل ؟
ودعني أقص عليك اليوم قصة عربية
, تضمها إلى ملف حكايات عربية , نرى من خلالها كيف يكن رد الجميل وحفظ الجميل شيمة
عربية أصيلة .
مما هو مذكور في كتب السير أن إمارة الحيرة , إمارة عربية وكان
سكانها أصلهم من بني لخم وهم مزيج من قضاعة والأزد الذين هاجروا من اليمن , بعد
إنهيار سد مأرب , كانت الحيرة تابع لدولة الفرس , وكان على رأس الحيرة في ذلك الوقت
النعمان بن امرء القيس بن عمر اللخمي , وكان يطلق عليه ملك العرب , كعادة ملوك
الحيرة في ذاك الوقت .
يقولون بكتب السير أن ملوك وإمراء العرب عطاياهم كثيرة
وشملت كل من هب ودب وكانوا يحفظون الجميل لمن صنعه, ولكن قصتنا هذه تظهر كيف كان
العطاء , وكيف كان رد الجميل العربي كما تظهر لنا شيمة من الشيم العربية الأصيلة
والتي صدع بها رؤوسنا كتاب السير والتاريخ .
أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني
قصراً ليس كمثله قصر , يفتخر به على العرب , ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ابن
سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر , وكما هو معروف أن العرب هم دائماً تبع
للقوي فلقد كانت الحيرة وملكها وأهلها عبيداً لفارس .
ووقع اختيار النعمان على
سنمار لتصميم وبناء هذا القصر , وزعموا أن سنمار هذا كان رجلاً رومياً مبدعاً في
البناء .
استدعى النعمان هذا البناء أو المهندس وكلفه ببناء قصر ليس له مثيل
, يليق بسيده أقصد سيد النعمان , والذي سينزل فيه. ونحن نظن أن سنمار طارت به
أحلامه وآماله في عطية ملك العرب بعد أن يبني له القصر الأعجوبة .
يقولون :
استغرق سنمار في بناء هذا القصر عشرين سنة , وبعضهم يقول ستين سنة ( وهذا ليس
بمعقول فهذا النعمان كما يقول كتاب السير مات في عمر الثمانين )
انتهى سنمار من
بناء القصر وأطلقوا عليه اسم الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه .
انتهى سنمار من بناء القصر على أتم ما يكون , وجاء النعمان ليعاين
البناء.
استعرض النعمان القصر وطاف بأرجائه , ثم بعد محادثة قصيرة مع سنمار ,
أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار جثة هامدة بلا حراك , مات سنمار
.
ولكن
ما هذا الحوار الذي انتهى بقتل سنمار ؟
يزعم كتاب السير أن سنمار
قال للنعمان ( أما والله لو شئت حين بنيته جعلته يدور مع الشمس حيث دارت . فسأله
النعمان : إنك لتحسن أن تبني أجمل من هذا ؟ ثم أمر برميه من أعلى القصر
)
ويقولون أن سنمار قال له : إني أعرف موضع آجرة-يعني حجرة أو طوبة - لو زالت
انقض القصر من أساسه ! فقال له : أيعرفها أحد غيرك ؟ قال : لا . قال : لأدعنها وما
يعرفها أحد فأمر به فقذف به من أعلى القصر فقضى .)
ومن يومها ضربت مثلاً يقولون جزاء سنمار .
فاحذر أن تكن سنماراً ثانياً .وإلى اللقاء بحكاية أخرى