* مجزرة المجزرة هي قصيدة فلسطينية جديدة لعمر فارس أبو شاويش، تصف ما يجري في قطاع غزة من
جرائم جنونيّة ارتكبت بحقّ الشعب الفلسطيني ظهر السبت الموافق 27/12/2008م
، فأقيم الأذان ، ولم يتناول الأطفال الغذاء بعد ، والمجزرة لا زالت
مستمرة .
أين الغذاءُ ؟ لدى الشظايا قصةٌ
عن غزة بكت من الأَضرارِ
حَلَفَ الحُطامُ لنا يميناً، أنَّها
مسكونةٌ بالعزمِ والإصرارِ
ولربما صارت - على طول المدى-
حجراً يحطِّم جبهةَ المُتمارِي
أين الغذاءُ ؟، دع السؤالَ فربما
سمع السؤالُ إجابةَ استنكارِ
اسأل عن الأُسَر التي اختلط الثرى
بدمائها، عن هَجْمةِ الكفَّارِ
اسأل « غـزّة » عن أهلها فَلَرُبّما
سردتْ حكايةَ جرحها الثوّارِ
ولربَّما رسمتْ ملامحَ دارِها
لمَّا غدتْ أثراً بلا آثارِ
ولربما وصفتْ ظَفيرةَ ضفتها
تحتَ الرَّكامِ، أصبحَ الدم أنهارِ
أسأل «غـزّة » عن ظالمٍ لا يكتفي
عن قَتْل ما يلقى من الأَزهارِ
اسأل "غـزّة " عن أمِّها كيف اختفتْ
في ليلةٍ مهتوكةِ الأستارِ
في ساعةٍ دمويةٍ شهدتْ بما
في أمتي من ذِلَّةٍ وصَغارِ
شهدتْ بأنَّ الغربَ أصبحَ لا يرى
إلاَّ بعينِ الفأْسِ والمِنْشارِ
أسأل " غـزّة " عن جنتي ، وانظُرْ إلى
آثار ما اقترفتْ يَدُ الأشرارِ
وابعثْ إليها دَعْوَةً ممهورةً
بالحبِّ، وابعثْ صرخةَ استنفارِ
يا غَزَّةَ الألم الذي سيظلُّ في
أعماقنا لهباً يحرقُ الغدارِ
غاراتُ ظلام اليهودِ رسالةٌ
غربيَّةٌ محمومةٌ الأفكارِ
أين الصِّغارُ، وللسؤال مَرارةٌ
فوقَ الِّلسانِ، فهل يجيب صغاري؟!
أشلاؤهم صارتْ تُضيء كأنجمٍ
تحتَ الرُّكامِ نَقيَّةِ الأنوار
أين النِّساءُ؟، روى الدَّمارُ حكايةً
عن معصمٍ وحقيبةٍ وسِوَارِ
عن راحةٍ مقبوضةٍ تحت الثَّرى
فيها بقايا مِسْفَعٍ وخِمارِ
يا ليلةً سوداءَ أَقْفَرَ صمتُها
إلاَّ من الآلامِ والأكْدارِ
فكأَنَّها الغُولُ التي وصفوا لنا
قَسَماتها في سالفِ الأخَبارِ
في وجهها ارتسمتْ لنا صورُ الأسى
وبدت ملامحُ قبْحها المتوارِي
ساعاتُها امتشقتْ حساماً كالحاً
من طولها، ورمَتْ به إِصراري
من أين جاءت ليلتي بظلامها
حتى أجاد مع الهمومِ حصارِي؟؟
من أيِّ بحرٍ يستقي الليلُ الدُّجَى
ومتى تسير مراكب الإبحارِ؟؟
وبأيِّ ثَغْرٍ تنطق الدَّار التي
فُجِعَتْ بموتِ جميعِ أهل الدَّار؟؟
ماذا أقول لكم وبستان الرِّضا
أمسى بلا شجر ولا إثمارِ؟!
ماذا أقول، ولست أقدر أنْ أرى
أهلي وأطفالي، وهم بجواري؟!
لمّا دَنَا وجهُ الظلام تجمَّعوا
كي يستريحوا من عَناءِ نَهَارِ
أين الغذاءُ ؟، تحدَّث الصاروخ عن
طَبَقٍ تطايرَ ساعةَ الإِعصَارِ
عن كِسْرةٍ من خُبْزَةٍ شهدتْ بما
يُخفي ركامُ البيتِ من أسرار